عندما بدأت مجموعة من الخبراء بربط أجهزة الكمبيوتر التعليمية مع بعضها
البعض في نهاية الستينيات من القرن الماضي، لم يدر في خلدهم أن هذه الشبكة العنكبوتية ستصبح المصدر الأول للمعلومات عالميا، وستحتوي على مواقع قد يفوق عددها عشرات المليارات.
ولكن السؤال المطروح هذه الأيام هو، هل يمكن أن تفقد الإنترنت المساحة الكافية لإطلاق المزيد من الصفحات؟
فالقضية
ليست متعلقة بالتخزين، وإنما بالموقع، وهو ما يعرف بـ IP Address، وهي
مجموعة من الأرقام المميزة لكل موقع، وجميع هذه الأرقام تتم برمجتها من قبل
نظام IPv4 (بروتوكول الإنترنت النسخة 4).
ويقوم هذا النظام بتحديد هذه الأرقام من خلال تقديم أكثر من أربعة مليارات خيار.
إلا
أن المشكلة اليوم هي أن هذه الخيارات على وشك الانتهاء، لذا فيتم الآن
العمل على نظام جديد هو IPv6، غير أن العديد من المواقع الإلكترونية تواجه
مجموعة من المشاكل إذا ما قامت باستعمال هذا النظام الجديد.
وحذر
الدكتور بنجامين إيدلمان، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، من أن هذا
الازدحام الشديد على النظام الحالي للانترنت سيسهم في التشويش على عمل
الشبكة، وقال إن الانترنت قد تصبح ضحية لنجاحها.
وأضاف: "إذا لم
تتمكن التكنولوجيا الحديثة من تقديم حل لهذه المشكلة، فلن تستطيع الشركات
القائمة على هذه التكنولوجيا استكمال طريقها في هذا المجال."
وقد
وجد إيدلمان حلا لهذه المشكلة وهي استعمال أرقام IP لم يتم استعمالها، أو
أن أصحابها قد تركوا شبكة الإنترنت، وهناك بضع ملايين من هذه الأرقام، كما
يقول إيدلمان.
وهنا يشير إيدمان أن الفائدة من مثل هذه العملية هو
الربح المادي أيضا، حيث أن على الراغبين في الحصول على رقم معين، دفع مبلغ
من المال للحصول عليه.